نظرية التفاعلية الرمزية

I. الخلفية التاريخية للتفاعلية الرمزية
العوامل الممهدة لظهور التفاعلية الرمزية:
1. الفكر البرجماتي: الذي يتصف بالخبرة العادية كمنبع للمعرفة، أي أنها تأثرت بالاتجاه النفعي الذي يدّعي بأن الحقيقة في صميم التجربة الإنسانية.
2. تأثرت بالتفسير الاجتماعي للإيكولوجيا أي العلم الذي يدرس العلاقة بين الكائن و البيئة.
3. اعتمدت على مناهج الدراسة الميدانية التي طورها الأنثربولوجيون و التي تعترف بمنهجية الملاحظة بالمشاركة.
4. اعتمدت التفاعلية الرمزية على المعاني و الرموز و على مستوى وحدة الفعل الصغرى على خلاف بارسونز الذي دمج بين الأنساق الاجتماعية و الأدوار.
نشأة التفاعلية الرمزية:
نشأ الفكر التفاعلي و ترعرع في الولايات المتحدة الأمريكية في عشرينيات القرن الماضي، على اثر ازدياد مشاكل المجتمع كالهجرة و الجريمة و جنوح الأحداث من طلاق و أمراض نفسية و عقلية؛ فظهرت الحاجة عند العلوم الاجتماعية إلى بلورة فكرة جديدة تساعد على حل مثل هذه المشاكل الاجتماعية، الأمر الذي أدى إلى ظهور علماء و منظرين أسسوا مدارس تهتم بالبنية الاجتماعية و محاولة فهم المعاني و الرموز التي يرمي إليها الأفراد و نجد أن التفاعلية الرمزية تطورت في جامعة شيكاغو و من أبرز مؤسسي هذه المدرسة: جورج هربرت ميد.

II. نبذة عن حياة هربرت ميد:
ولد سنة 1863 م، درس بكاليفورنيا في ألمانيا، كان أستاذا في جامعة ميتشجان و شيكاغو، و توفي سنة 1931 م، و كان من تلاميذ (رويس) و تأثر ب (كولي)، و لم يؤلف ميد كتابا يضم آراءه و أفكاره، و قد قام أحد طلابه و هو (بلومر) بتجميع أعماله و أصدرها في كتاب (العقل، الذات، المجتمع).
III. مفهوم التفاعلية الرمزية:
أ‌. مفهوم الرموز: هي عبارة عن إشارة مميزة للدلالة على موضوع معين مادي أو معنوي، و يكون لكل رمز معنى يحدد من قبل المجتمع، و يشير إلى وظيفة اجتماعية تشبع حاجة الفرد و تساعده على التفاعل مع بقية أفراد المجتمع.
ب‌. التفاعل: هو سلسلة متبادلة من الاتصالات بين الأفراد أيبين فرد و فرد، أو فرد و جماعة، أو في ما بين الجماعات.
ت‌. التفاعلية الرمزية: هي عملية التفاعل الاجتماعي التي يكون فيها الفرد على علاقة و اتصال بعقول الآخرين و حاجاتهم و رغباتهم الكامنة، و تعبر التفاعلية الرمزية عن ذلك التفاعل الذي يحدث بين مختلف العقول التي تميز المجتمعات الإنسانية.
IV. أسس التفاعلية الرمزية:
1. تهتم التفاعلية الرمزية بوحدة التحليل (التفاعل).
2. تعتمد على الرموز و المعاني، أي أن العلاقات الاجتماعية ما بين الأفراد في المجتمع هي نتاج للرموز و المعاني.