منتدى طلبة ورقلة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث حول أبو فراس الحمداني

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

بحث حول أبو فراس الحمداني Empty بحث حول أبو فراس الحمداني

مُساهمة من طرف Admin الجمعة أبريل 17, 2009 6:47 pm

خطـة البحـث

_ مقدمـــة .

_ الفصل الأول: أبو فراس الحمدانى / حياتــه .
مولده و نشأته 1_ مولده _ أسـره_ مقتله_ آثاره .
2_ منزلته و اخلاقه و صفاته و ميزاته و منزلته .

_الفصل الثانى :ابو فراس الحمدانى الشاعر
1/اغراض شعـره و موضوعاته
2/خصائص الشاعر العامة

الفصل الثالث:دراسة القصيدة المختارة (أراك عصي الدمع)
1: شرح القصيدة (معاني الأبيات _ المناسبة _ الشرح الأدبي )
2:دراسة القصيدة (العاطفة _ الأسلوب _ الجانب البلاغي _ عروضها)

_ خاتمــــــة .

_ قائمـة المراجـع

المراجـع:
1-المجانى الحديثة:عن مجانى الأب لويس شيخو
تحقيق لجنة من الأساتذة بإدارة قؤاد اقرام البستانى
طبعة 02 منقحة المطبعة الكاثوليكية بيروت (الجزء03)
2-ادباء العرب فى الأعصر العباسية بطرس البستانى دار نظير عبود ط:1997.
3-تاريخ الأدب العربى:حنا الفاخورى الطبعة الساد سة المكتبة البولبسية
(بيـروت –لبـنان )
4-تاريخ الأدب العربى منذ نشأته الى اليوم:أحمد حسن الزيات الطبعة الساد سة
و العشرون مكتبة نهضة مصر بالفجالة
5-جواهر الأدب فى ادبيات و أنشاء لغة العرب:السيد أحمد الهاشمى منشورات مؤسسة المعارف للطباعة و النشر (بيروت- لبنان) الجزء 02.
-01 -


مقدمــــــــة
إنّ حياة الشعراء في عصر متحضر زاخر بأسباب الرفاهية و اللّهو ، كان يجب أن تجد طريقها الى شعر الشعراء ، فيذهب التشدّد و التحفظ متراجعا أمام مغريات الطبيعة و الحياة.
فوجدنا في جملة هذا العصر شعراء بارزين ، امتاز كل واحد منهم بشخصية كانت نتيجة ما يحيط به من ظروف أثّرت في نشأته و نبوغه .
و لقد كان اختيار البحث في حياة و شعر أبي فراس الحمداني نابعا من كونه فارسا ، أميرا و شاعرا مجاهدا ، نشأ يتيما و مات شابا يافعا .
و مع ذلك أثرى الشعر وأثّر فيه فأصبحت قصائده ألحانا يتغنى بها المولوعون و يرددها الولهى المفجوعون .
وما من شك أنّ الأدب هو فنّ الإبانة عمّا في النفس و التعبير الجميل عن مكنون حسّي
و التصوير الناطق للطبيعة و التسجيل الصادق لصور الحياة و مظاهر الكون و مشاهد الوجود .و دراسة الأدب شعرا و نثرا ليست سردا لمنتوج لغوي أو عرضا لفنّ لفظي بقدر ما هي بحث قصد صقل المواهب بالتدرب على التذوّق للجمال الفنّي في اللفظ و التصوير
و التعمّق و الإطّلاع على أسرار اللّغة و كنوزها عن طريق التحليل و التدبر عبـر ذلك التدفّق ، فتكون بذلك لغة الفنّ أو فنّ اللغة منبعا يعيد انبثاقها عبر قنوات الإبداع التي يتم صقلها إثر إدراك ذلك المكنون من جمال اللغة و سحرها .
و لأنّ ذلك دأب و ديدن الأوائل في صقل المواهب جيلا بعد جيل و حرص المربّين في تسوية السليقة و تقويمها تربية و تدريسا و اعتناءا، مثلما يروى دوما عن تأكيدهم في استقاء اللغة السليمة العذراء من منابعها لدى أهل البادية أو من رواتها من أهل الحاضرة ، فقد كان لعرض نتاج الأقدمين في هذا الفنّ أهمية مثلما تفطّن له أهل العهد الجاهلي حينما قيّموا و ثمّنوا شعر معاصريهم و انتقوا منه دررا تواترت رواياتها و سمّيت بالمعلقات جعلوا منها نموذجا يحتذى.
و لعلّ ذلك ما جعل دارسي الأدب ينتقون من الشعروالنثر نماذج تتخذ مراجع للدراسة والتحليل مثلما هو عليه أمرنا اليوم مع الشاعر الأمير والأديب الأسير و المجاهد عبرالثغور والمرابط على أبراج الحصون أبو العلاء الحارث بن سعيد بن حمدان المعروف بأبي فراس الحمداني .
و لقد حاولنا جمع القدر الأكبر من مادة هذا الموضوع تناولنا فيه حياته و ظروف نشأته و وفاته و آثاره و صفاته و منزلته .مع ما جمعناه حول شعره و أغراضه و خصائصه.
أمّا الفصل الأخير فقد ضمّ دراسة لقصيدة تعد من أهم و أروع ما جادت به قريحته.
ولا يفوتنا في هذه العجالة أن نتقدم بامتناننا و شكرنا لكل من الأستاذة "ناوي.ك" المحترمة، على توجيهاتها وإرشاداتها لنا و كذا لمن أعاننا بالمراجع والمصادر المفيدة و نخصّ بذلك الزميلين العزيزين " شحطة فريد " و" حوّة محمد" والأخت " شـاقور تـركية".
و على كلّ لا نبخل بشكرنا لكل صاحب إلتفاتة رانت لنا ، أو يدٍ مُدّت إلينا أو نصيحة أسديت لنا من كل من كانت له علينا اليد البيضاء و الكلمة الطيّبة فجزى الله عنّا هؤلاء و أولئك خير الجزاء .

الفصل الأول: ابو فراس الحمدانى حياته.
مولده ونشأته:
أ)- مولــده:
ابو فراس الحارث بن سعيد بن حمدون الحمدانى ،عربى صليب و يعرف بكنيته أبى فراس
وهى كنية الأسد، كناه بها والده يوم مولده فى الموصل سنة (932 م-320هـ)ينتمي بعمومته الى تغلب فربيعة الفرس، و بخؤولته الى تميم فمضر الحمراء و في ذلك يقول :
لم تتفرق بنا خؤول في العزّ أخوالنا تميــم (1)
أما أمه فرومية الأصل ،ينتسب الى أسرة أمراء كانوا فى أوج العز و المجد .قتل أبوه وهو طفل لم يتجاوز الثالثة من عمره ،فربى فى أحضان امه يتعهده ابن عمه سيف الدولة . ولما استولى سيف الدولة على حلب حمله معه اليها ،فتخرج هنالك فى جو زاخر بألوان الأدب و العلم و تمرس بالفروسية فخرج شاعرا ،قارسا ، مغوارا.
كان سيف الدولة يحبه لكرم اخلاقه و شجاعته ،فقلده إمارة "منبج" وهو فى السادسة عشرة من عمره ،فتولى اعمالها و حارب الروم دونها.
ب)-أسره:فى سنة (959م-348هـ)وقع ابو فراس فى ايدى الروم ،اعدائه ، وقد تضاربت الأراء فى هذا الشأن فهناك من قال أنه أسـر مرتين و هذا الرأى الأرجح و كانت المرة الثانية سنة 351هـ-962م) فقد كان ذات يوم عائدا من الصيد حتى باغتته جماعة من الجيش البيزنطي بقيادة (تيودور)كانت كامنة تحت حصون منبج البعيدة ،فدافع عن نفسه حتى اثخن بالجراح و أصيب بسهم بقى نصله فى فخذه، فأسروه و قادوه الى "خرشنة"فبقي فى الأسر سبع سنوات .و لما طالت به المدة فى الأسر كتب الىآبن عمه سيف الدولة رسائل مختلفة كما كتب الى أمه يعزبها في مصابها و يحثها على الصبر. كانت رسائله عبارة عن تصوير رائع لما يختلجه من شعور الألم و الحنين الى الوطن و تذكير لسيف الدولة بما قدمه له من خدمات حينما كان يناضل فى سبيله .
==================================
(1)بطرس البستانى :ادباء العرب فى الاعصر العباسية :دار نظير عبود طبعة سنة
1997 (ص363)
================================

جـ)-مقتله (1)
لما توفي سيف الدولة سنة (967م)و خلفه ابنه ابو المعالى (ابن أخت ابي فراس)الذى كان يساعده "قرغوية" (تركي كان حاجبا بالقصر) ،فعزم ابو فراس على التغلب على حمص
واقتطاعها لنفسه فوصل خبره لأبن اخته أبو المعالي، فأرسل اليه جيشا بقيادة "قرغوية" فكان ما كان من المواجهة التى سقط إبانها ابو فراس قتيلا و ذلك سنة (968م)في الثانى من جمادى الأولى عام 357هـ) وهو فى السادسة و الثلاثين من عمره و كان أخر شعر ذكره حينما ادركته الوفاة -ما ذكره ابن خالوية- فى مخاطبته لابنته:
اَبـُنَيَّتِى لا تَحزنـــى كُلُ الأَنامِ إلـى ذهـــابْ
اَبـُنَيَّتِى ،صبرا جميــ لا للجليلِ من المُصـــابْ
نوحي عليَّ بِحَسْـــرة من خَلْفِ سِترِكِ والحِجـابْ
قـولى إذا ناديـــتني و عَيِيتُ عَنْ رَد ِّ الجـَوابْ
زَيْنُ الشَبَابِ أبـُو فِراسٍ لَـمْ يُمَتَّـعْ بِالشَّبـــابْ !
د)-آثـــــاره
لم يكن أبوفراس يعتني بشعره فينقحه أو يجمعه ، فجمعه ابن خالوية أحد الأدباء الذين كانوا يلازمون بلاط سيف الدولة ، فجاء ديوانا متوسط القطع صغير الحجم لا يزيد على المائة و الخمسين صفحة ، غير مرتب على الحروف و لا على الأنواع ، و قد طبع في بيروت طبعتين .
يحتوي ديوانه الكثير من الأشعار التي تعبر عما في صدره من عواطف الفخر ، الحب
والصداقة و الرثاء و الشكوى ، بما لا يخلو ديوانه من الوصف و الحكم .
لكن القسم المهم في ديوان الشاعر ، هو ما نظمه في أسره و ما يسمى "الروُّمِيات" .

2-أخلاقه ،صفاته ،ميزته و منزلته
_ كان طويلا بدينا يبدو عليه دلائل القوة و البطش و قد وصف نفسه فقال :
مَتَى تُخَلِّفُ الأيَامُ مِثْلِي لَكُمْ فَتًى طَوِيـلُ نِجـاَدِ السَّيفِ رَحْبُ المُقلَّدِ
و ر حب المقلد كناية عن سعة ما بين المنكبين ./2
قال فيه الثعالبي : (( كان فرد دهره _ شمس عصره أدبا و فضلا و كرما و نبلا و مجدا و بلاغة و براعة و فروسية و شجاعة )) .
============================
1/ حنا الفاخورى :تاريخ الادب العربى الطبعة السادسة ،المكتبة :البوليسية (بيروت-لبنان)
2 /بطرس البستانى:أدباء العرب فى الأعصر العباسية (ص:367) (ص:648-649).
)========================================
_ كان أبو فراس بطلا أبيا سخيا معجبا بشعره و نفسه، كثير الفخر بأصله و قومه عزوفا عن الشراب والمجون فيُرَى شعره من كل ذك كما انطبعت أخلاقه فيه و هو القائل :
لَئن خُلِقَ الأنامُ لِحَشْو كأْسِ و مِزْمـارِ وَ طُنبورِ و عُودِ
فَلَمْ يُخْلَقْ بَنُـو حَمْدانَ إلاَّ لِمَجْدِ اَوْ لِبَاْسِ أَوْ لِجُـــودِ/1
_ كان صبورا لا يستخفه الجزع و لا يوهي له جلد و لطالما أوصى بالصبر و افتخر به وهو الى ذلك حسن التديّن عظيم الثقة بعناية الله .
كان كغيره من أبناء الملوك يميل الى اللّهو و العبث و السماع و كانت حياته سلسة من الحروب و الغزوات و الأسر و الاعتقال .
منزلتــه /
الشعر عنده ألهوّة يتلهى بها و بلسم يداوي به جراحه و مكان يجمع فيه مفاخره . و قد أغناه الله عن السؤال بعزّة الملك و نعيم الدولة فلم يصطنع المدح و لا الهجاء و إنّما مدح قومه
وعشيرته و هذا فخر لا مدح :
نَطَقْتُ بِفَضْلِي و امْتدحْتُ عَشِيرتِي فَمَا أَنَا مَدّاحٌ و لاَ أنَا شَاعِرٌ
قال الصاحب بن عباد (( بُدِئَ الشعر بملك و ختم بملك )) امرؤ القيس و أبو فراس .
========================================
1/احمد حسن الزيات :تاريخ الادب العربىمنذ تنشأته الى اليوم ،مكتبة :نهضة مصر بالفالجة
الطبعة الحادية و العشرون (ص:304)

قال الثعالبي"و شعره مشهور سائر بين الحسن و الجودة و السهولة و الجزالة و العذوبة
والفخامة و الحلاوة و المتانة و معه رواء الطبع و سمة الظرف و عزّة الملك و لم تجتمع هذه الخلال إلاّ في شعر عبدالله بن المعتز و أبو فراس ... "/1
لقد قدر له أن يعاصر "المتنبي" ، و أن يجتمع معه في بلاط سيف الدولة الحمداني فقد كان المتنبي شاعر سيف الدولة المقرب ، فكانت أسباب الغيرة و المنافسة بين الشاعرين قائمة نظرا لأنّ كل منهما يحاول التقرب من سيف الدولة .
لكن شهرة "أبي الطيب" و مكانته حجبت الكثير من منزلة أبي فراس و ربما قارب شعره شعر المتنبي حجما و إنجازا شعريا ، لكنه لا يدانيه مكانة و تألقا في مجال الحكم و التأمل والتقييم، و هذا لا ينفي مكانة أبي فراس المرموقة بين أهل زمانه و شعرائهم باستثناء المتنبي .
و هو في كل هذا الشاعر الملك و الملك الفارس و الفارس الأسير .
===========================================
1/بطرس البستانى :أدباء العرب فى الاعصر العباسية (ص:375)
الفصــل الثــاني :أبو فراس الحمداني، الشاعــر :
1)أغراض شــعره و موضوعاته:
تصرف أبو فراس في الكثير و الأغلب من الفنون الشعرية فأجاد، إلاّ أنّ منزلته في الفخر و الإستعطاف و العتاب أعلى و رومياته أجلّ و أدلّ على فضله, فإنّ مثله لا يزكو به أن يمدح أميرا أو يهجو صغيرا أو يذيل مصون شعره بين الشراب و المجون ، وله غزل رقيق تتضاءل فيه عزة الملك أمام سلطان الحب .(1)
و يمكن لنا أن نذكر أهم ما قال و أبرز ما ذكر في هذه الموضوعات منه خلال تصنيفها حسب الآتي :
ا)الغزل
ذكره أبو فراس ،إما يأتي عبارة عن مقطوعات مستقلة ينشدها الشاعر في أوقات اللّهو وإمّا يذكره إستهلالا لمنظوماتها مدح أو فخر ، يجري فيه عموما على ما سبقه إليه الأوّلون فهو
لا يقصد القول لذاته ، بل يتخذه مطية لموضوعه .و غزله في كل هذا : بكاء على الأطلال (أطلال الأحبة ) و تذكر الربع الرّاحل و فراق الحبيب وايراد محاسنه كما تحتوي دمعا غزيرا وعناءا قاسيا وحنينا ومجادلة للعذّال يقول:
تسائلنيى :من انت وهى عليـمة وهل يفتى مثلى على حاله ،نكر؟ فقلت ،كما شاءت وشاء لها الهوى قتـيلك ؟قالت ايهم ؟ فهم كثر ؟ وقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا فقلت :معاذ الله ؟ بل انت والدهر فعدت الى حكم الزمان و حكمها لها الذنب لا تجزى به،ولي العذر
- من الصور الطريفة و التعابير المستملحة قوله.
و شادن قال لى لما رأى سقمي و ضعف جسمي و الدمع الذي آنسجما :
أخذت دمعك من خدي و جسمك من خصرى و سقمك من طرفي الذى سقما
ليس له عروس اشتهر بها،وقصر نسيبه عليها، فحينا يذكر أم عمرو و أخرى عمرة
و كثيرما يسبب بشخص لا يسميه .والطف غزلياته هي :
أَراكَ عَصِيَّ الدَّمع شيمتك الصَّبرُ أما للهوى نَهْيٌ عَلَيكَ و لا أَمْــــــُر
ب)الفخــــر /2
لقد افتخر أبو فراس كل حياته حتى في أسره و أقحم الأبيات الفخرية في أغلب منظومه أيّا كان نوعه .
و لا يستغرب الفخر من شاعر كأبي فراس تحلّى بأشرف صفاته و معانيه ، فمن فروسية و شجاعة وإباء وعفة ، الى نسب رفيع و حسب كريم الى شاعرية جودة و بيان ساحر، فإذا افتخر أمعن في وصف شجاعته وإقدامه و حزمه في الحروب و باهى الناس بأعمامه و جدوده وعدّ أياهم و حروبهم ومدح سيف الدولة وذكرمناقبه و فاخرا به لأنّه ابن عمه ومُربِّيه.
===============================
1/أحمد حسن الزيات :تاريخ الادب العربى (ص:304)
2/حنا الفاخورى :تاريخ الادب العربى (ص:654-655-656)
=================================

فيقول مفتخرا بقبيلته :
تُفَضِّلُنَا الأنـامُ و لا تُحاشي و نُوصَفُ بِالجَمِيلِ و لا نُحابي
و قد عَلِمت ربيعةُ بل يَزارُ بأنّا الرأسُ و الناسُ الذّنــابى
و يقول مفتخرا بنفسه :
إذا مَا العزُّ أصْبحَ في مكانِ سَمَوْتُ لَهُ و إن بعُدَ المَــزارُ
أبَت لي هِمّتي و غِرارُ سَيفِي و عَزْمي ، و المَطِيَّةُ، والـقِفارُ
ونَفــْسٌ لا تُجاوِرُهَا الدّنايا و عِرْضٌ لا يرقُ عليــه عارٌ
يجعل أبو فراس فخره عصبيا قوميا لا شخصيا ذاتيا, و كانت قصائده تعداد مفاخر فهو سجل لأعماله و مآثر قومه و أجداده .
ج)الوصف /
جاء في الفخريات وذكرالوقائع وفي بعض الأراجيز القصيرة كان أغلبه ضعيفا يحتوي
بعض الغريب من الكلمات تلمس فيه تأثر الشاعر بالحضارة العباسية بحضارتها وزخرفها
وترف الحياة فيها و من بعض وصفه قوله1)
أنَا إذا اشتد الزّمــا نُ و نَابَ خَطْبٌ و ادْلَهَمَ
أَلْقَيْتَ حـول بيوتنـا عُدَدَ الشجاعة و الكَـرَمْ
لِلِقَا العِداِ بيضُ السيوفِ و لِلندى جُمْـرُ النِّعَـمْ
هذا ، و هو دأْبُنــا يُـودى دَمٌ و يُـراقُ دمْ
و قد قال في موضوعات أخرى منها :
*-قوله فى العتاب :
قد كنت عدتى التى اسطو بها ويدى إذا أشتد الزمان و ساعدى
فرميت منك بغير ما أمــلته و المرء يشرق بالـزلال البارد
فصبرت كالولد التقى لبــره أغضى على ألـم لضرب الوالد
د)- الإخوانيات (2)
هي القصائد و الأبيات التي كان أبو فراس يرسلها الى أصحابه و خلانه من أمثال "أبى الهيجاء" أخيه و" أبي العشائر" نسيبه و" أبي الحصين" صديقه و سواهم. تجلت فيها رقة العاطفة و صفاء التودد و كثرة التحيات و حرارة الشوق و الصدق فقد كتب الى صديقه القاضي أبى الحصين، يقول :
يا طول شوقي ان كان الرحيل غدا لا فرق الله فيها بينــنا أبدا ؟
يامن أصافيه فى قرب و فى بعد ومن أخالصه ان غاب أو شهدا
راع الفراق فؤادا كنت تؤ نسه وذر بين الجفون الدمع والسهدا
لا يبعد الله شخصا لا أرى أنسا و لا تطيب لي الدنيـا إذا بعدا
============================
1/السيد احمد الهاشمى :جواهر الأدب فى أدبيات و إنشاء لغة العرب مؤسسة المعارف للطباعة و النشر (بيروت-لبنان)(الجزء الثانى ص:246)
2/حنا الفاخورى :تاريخ الادب العربى (ص:651-652)
=============================
هـ-الرثاء:
لم يرث غير ذويه كأخته وأمه و بعض أنسبائه من بين ابن عمه سيف الدولة و بعض اصدقائه المقربين لأن شعره لم يكن صناعة بل تعبيرا عن صدق الإحساس و مدى الحزن
والكآبة .
يقول فى رثاء أخته ، و يجرد من نفسه شخصا يخاطبه :
اتزعم أنك خدن الوفــاء وقد حجب الترب من قد حجب ؟
فإن كنت تصدق فيما تقول فمت،قبل موتك ،مع من تحب .
وإلا ،فقد صدق القائـلون ما بين حيى و ميت ســنـب.
إلى أن يقول :
يعزون عنك ؟و أين العزاء ؟ و لكنه سنة تســـتحب
و لو رد يالرزء ما تستحق لما كان لى فى حياة أرب ؟
*_ و من باب الشكوى و العتاب قوله:
ايا قومنا لا تنشبوا الحرب بيننا أيا قومنا لا تقطعوا اليد باليد
فيا ليت دانى الرحم منا و منكم اذا لم يقرب بينـــنا لم يبعد
عداوة ذى القربى اشد مضاضة علىالمرء من دفع الحسام المهند
*- ومن شعره فى الزهد قوله (1)
اما يردع الموت اهل النهى و يمنع ،من غيه ،من غوى ؟
أما عالم ،عارف بالزمان يروح ،و يغدو ،قصير الخطا؟
و يازاهيا،آمنا ،و الحمام إليه ســريع ،قريب المدى ،
تسر بشىء كأن قد مضى و تأمن شـــيئا كأن قد أتى
إذا ما مررت يأهل القبور تيقنــــت انك منهم ،غدا
وان العزيز،بها ،و الذليل سواء ،إذا ســــلما للبلى
*- و من شعر حكمته قوله2)
هل ترى النعمة دامت لكبير ،أو صغير ؟
أو ترى أمرين جاءا أو لا مثل أخيـر؟
انما تجرى التصاريف بتقليب الدهــور
فــــفقير من غني و غنـي من فقير؟
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 116
تاريخ التسجيل : 22/11/2007

https://ouargla.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بحث حول أبو فراس الحمداني Empty رد: بحث حول أبو فراس الحمداني

مُساهمة من طرف abdo_spectrum الجمعة أبريل 17, 2009 7:02 pm

مشكور جدا
abdo_spectrum
abdo_spectrum
عضو مشارك
عضو مشارك

ذكر
عدد الرسائل : 54
العمر : 39
العمل/الترفيه : ingenieur/internet+sport
الولاية/البلد : ouargla
تاريخ التسجيل : 29/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى